للتغطية على استغلاله للعالقين وللجالية لرفع أسعار التذاكر بشكل جنوني.. مُدير "لارام" يُسوق لجائزة مغمورة!

في الوقت الذي تصاعدت فيه انتقادات لاذعة ضد شركة الخطوط الملكية المغربية "لارام" بسبب ما وصفه الكثير من العالقين المغاربة بالخارج بـ"استغلال مأساتهم" برفع أسعار رحلات العودة إلى أرض الوطن بأثمنة قياسية غير معقولة، أعلنت هذه الشركة عن خبر مفاده أنه تم اختيارها كأفضل شركة طيران في القارة الإفريقية من طرف مجلة أمريكية تُدعى "Global Traveler".

الخبر بدا "صادما" للكثير ممن جربوا السفر على هذه الخطوط المغربية، ويبدو هذا واضحا في تعليقات الكثير من المتابعين لصفحات"لارام" الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها لخبر الجائزة، حيث استغرب الكثير منهم حصول الشركة على جائزة أفضل شركة طيران في إفريقيا، في حين شكك آخرون في مصداقيتها.

ويبدو أن الذين شككوا في مصداقية الجائزة لم يُجانبوا الصواب، وفق العديد من المتتبعين، حيث أن الموقع الذي يُقدم هذه الجائزة، أي موقع "غلوبال ترافلر"، لا يُعتبر من المواقع العالمية التي تحظى بمصداقية كبيرة، كما أن جوائزه، بالرغم من ادعائه بأنها تعتمد على الاستبيانات وتصويت القراء، تبقى مغمورة، ولا تلقى متابعة إعلامية دولية مثل عدد من الجوائز الأخرى مثل التي تقدمها مواقع متخصصة في الرحلات والأسفار كـ"Condé Nast Traveler" و"World Travel Awards".

كما أن الموقع المذكور، لا يُعتبر مرجعا ذا مصداقية دولية لاختيار أفضل شركات الطيران في العالم، على غرار موقع "World Airline Awards" أو المعروف اختصارا بـ"Skytrax" الذي تعتمد عليه وسائل إعلام دولية كـ"بيزنيز إنسايدر"، وكان هذا الموقع قد نشر مؤخرا قائمة أفضل 100 شركة طيران في العالم لسنة 2021، وقد احتلت "لارام" المرتبة 81 عالميا في هذا المؤشر الذي يتمتع بمصداقية كبيرة.

واعتمادا على الموقع الأخير، فإن شركة الخطوط الملكية المغربية على المستوى القاري، تحتل المرتبة الرابعة، حيث تسبقها شركة الخطوط الجوية الإثيوبية صاحبة المرتبة 37 عالميا، والخطوط الجوية الجنوب إفريقية في المرتبة الثانية (67 عالميا)، والخطوط الجوية الكينية في المرتبة الثالثة (79 عالميا)، ثم تحل "لارام" في المرتبة الرابعة إفريقيا، مما ينفي أنها الأولى في القارة على زعم "غلوبال ترافلر".

وما يزيد من مصداقية وقوة استفتاء جائزة "Skytrax" أن فترة استفتاء زبائن الخطوط الجوية في العالم، اتخذت هذه المرة مدة طويلة امتدت من شتنبر 2019 إلى غاية يوليوز 2021، مما منح فرصة أكبر لتقييم خدمات شركات الرحلات الجوية في العالم، من بينها شركة "لارام".

ويرى متتبعون أن إعلان "لارام" عن حصولها على جائزة "مغمورة" كأفضل شركة للخطوط الجوية في إفريقيا، هو مجرد محاولة من مديرها عبد الحميد عدو لتبييض صفحة تسييره للشركة، وإخفاء "الكوارث" العديدة التي جعلت من "لارام" تعاني من إخفاق كبيرة في إرضاء زبائنها أو الحصول على استحسانهم بسبب خدماتها المتردية.

وكان موقع "الصحيفة" سبق أن نشر تقريرا مفصلا يكشف فيه عن الفشل الكبير في تسيير هذه الشركة وتدبير مواردها، و"الفضائح" الكثيرة التي ساهمت في تدهور سمعتها، مما يؤكد أن الجائزة التي أصدرت بخصوصها "لارام" بلاغا رسميا معززا بتصريح لمديرها، يحاول الأخير من خلال ذلك إخفاء الكثير من النقط السوداء في تسييره للشركة، ولعل تعليقات المتابعين على صفحاتها بمواقع التواصل خير دليل وأفضل استفتاء للتعرف على مدى جودة خدمات الخطوط الملكية المغربية